قال: ولمّا عمر الفرنج بيت الأحزان قال النشو أحمد الدّمشقى:
هلاك الفرنج أتى عاجلا ... وقد آن تكسير صلبانها
ولو لم يكن قد دنا حتفها ... لما عمرت بيت أحزانها «1»
[121] وفى سنة ستّ وسبعين وخمسمائة، توجّه الملك النّاصر إلى بلاد الأرمن. وذلك أن ابن لاوون «2» ملك الأرمن كان قد استمال قوما من التّركمان، فلمّا أتوه وهم آمنون أسرهم. فدخل الملك النّاصر إلى بلاده واستولى على قلعة تعرف بالمانقير «3» ، وهدمها إلى الأساس، وأخذ ما فيها من الآلات. ووجد المسلمون فى أرضها صهريجا مملوءا من الآلات الذّهب والفضّة والنّحاس. فبذل ابن لاوون جملة من المال، وأنّه يطلق الأسرى، ويشترى خمسمائة أسير من بلاد الفرنج ويطلقهم. فأجابه السّلطان إلى ذلك، وأخذ رهينة عليه. ثمّ عاد إلى الدّيار المصريّة، وأقام بها إلى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة «4» .
وفى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة توجّه السّلطان الملك النّاصر لقصد الشام عند وفاة الملك الصّالح بن الملك العادل نور الدّين. فأغار