فرجعوا، فقتل جيش عمّين من عمومته «1» ، فثار الجند إليه، فرمى لهم بالرّأسين، فهجم الجند عليه وقتلوه، ونهبوا داره، ونهبوا مصر وأحرقوها «2» . وكانت ولايته تسعة أشهر، وقيل ثمانية، والله أعلم.
ملك بعد مقتل أخيه فى سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وهو ابن عشر سنين، فاختلّت الأحوال، واختلف القوّاد وطمعوا، فانحلّ النظام، وتفرّقت الكلمة، ثم اتّفقوا على أن جعلوا أبا جعفر بن أبّى التّركى مدبّر الدولة، وكان مقدّما عند أبيه وجدّه، فأصلح الأحوال جهد طاقته. وجهز جيشا إلى دمشق عليه بدر الحمامى والحسن بن أحمد الماذرائى، فأصلحا حالها، وقرّرا أمور الشّام، واستعملا على دمشق طغج بن جفّ الفرغانى، وهو والد الإخشيد، ورجعا إلى مصر، وفى الأمور اختلال، والقوّاد قد تغلّبوا، وضمّ كلّ منهم إلى نفسه طائفة من الجند. ولم يزل الأمر على ذلك إلى سنة إحدى وتسعين ومائتين.