عندما ظهر علم الإعمار Gerontology في أواخر القرن التاسع عشر, كانت بدايته متواضعة, ونموّه بطيئًا, وبالطبع كانت البحوث الطبية هي الأسبق في الظهور حين بدأ الباحثون في دراسة العوامل المؤثرة في طول العمر longevity, ومحاولة وصف التغيرات التي تطرأ على خلايا الجسم وأنسجته, والتي تُعَدُّ مسئولة عن ظهور أعراض الشيخوخة والهرم "Riegel, 1977". أما الدراسات النفسية في هذا الميدان فقد بدأت عام 1922 بصدور كتاب هامٍّ لستانلي هول، مؤسس علم نفس النمو الحديث, عنوانه: "الشيخوخة: النصف الأخير من الحياة Senescence: The Last Half of Life، ولعلنا نتذكر أن هول هو رائد الدراسة السيكولوجية للطفل والمراهق، وهو هنا أيضًا رائد الدراسة السيكولوجية للشيخوخة والتقدم في السن, ومن الطريف أن نشير إلى أنه أعدَّ هذا الكتاب وهو في السبعينات من عمره، فجاء يجمع بين السيرة الذاتية والاستبطان والبيانات