المراهق عناصر أكثرَ تَمَّ تمثيلها ذهنيًّا، كما يقوم بعمليات حسابية أكثر تقدُّمًا من المستوى السابق, إلّا أن فعالية هذه الاستراتجية لا تزال غير كافية.
4- استخدام القسمة في حسبا نسبتين؛ إحداهما للمسافة والأخرى للوزن, ثم يقارن بينهما, ولا يظهر هذا السلوك إلّا بعد سن 15سنة، أي: في طور المراهقة المتأخرة كما يُسَمَّى أحيانًا, والذي يقابل المدرسة الثانوية بالنسبة لطلاب المدارس. فمثلًا إذا كان على أحد طرفي الميزان 7 وحدات وزن، وعلى الطرف الآخر 3 وحدات، وكانت وحدات المسافة 2، 5 على التوالي، فإن المراهق يحسب نسبة الوزن لتصبح 1: 2.5، ونسبة المسافة لتصبح 1: 2.5, وحينئذٍ يستنتج أن الميزان سوف يميل في اتجاه النسبة الأكبر, وهذا المستوى هو أكثر المستويات تجريدًا؛ لأن الأعداد المستخدمة هنا ليس لها أيّ مقابل إدراكيٍّ مباشرٍ في العالم الفيزيائي, وحينئذٍ نقول: إن المراهق وصل إلى التفكير باستخدام العلميات الصورية الأكثر نضجًا وتقدُّمًا, والذي يظهر في العادة مع نهاية المرحلة الثانوية, ويستمر في المرحلة الجامعية.
وتوجد أدلة أخرى على أن دخول الطفل مرحلة المراهقة لا يُعَدُّ دليلًا على وصول النمو العقلي إلى حَدِّه الأقصى كما افترض بياجيه، وهذه الأدلة قدَّمَها الباحثون في ميدان القدرات العقلية, ولقد كان ثرستون من أوائل العلماء الذين اهتموا بدراسة نموِّ القدرات العقلية؛ فأعدَّ منحنًى لنموِّ كل قدرة من القدرات السبع التي يتألف منها هذا الاختبار, لأعمار تمتد من سن 5 حتى 17 سنة، واستخدم طريقته في القياس المطلق، فوجد أن نتائجه تتفق مع بحوثٍ سابقةٍ أجراها حول مقاييس الذكاء العام "كما يقاس باختيار ستانفرد - بينيه" وهي أن المنحنيات تتخذ صورة حرف S الأجنبي، وتبدأ بنقطةٍ تتعدَّى الصفر المطلق عند الولادة, وتصل إلى مستوى الرشد كخط مقارب صلى الله عليه وسلمsymptote1. وكانت نقطة الصفر في مقياس القدرة أدنى من المتوسط في كل عمر، فقام ثرستون بتوفيق البيانات لكل اختبارٍ حتى تتطابق مع منحنى جومبيرتز Gompertz Curve2، واستطاع بذلك أن