ولو خرجُوا منها لأوْشَك زَادُهمْ ... يكون له قبلَ الخُروج نَفادُ

ولو جَنَحُوا للحربِ قَصَّ جَناحَهمْ ... وظَلُّوا بأيْدِي القاعدين يُصادُوا

ولو فارقُوا أبْوابَ صَنْعا لفُرِّقتْ ... جُموعُهم أيْدِي سَبَاءَ وبادُوا

ولو جاوزُوا غَرْسَ الغِراس هُنيئَةً ... لكان لهم يومَ المَعاد مَعادُ

ومن بدائعه قوله، من قصيدة يمدح بها الإمام إسماعيل المتوكل.

ومستهلها:

نعمْ ما لربَّاتِ الحجُولِ ذِمامُ ... ولا لعُهودِ الغانياتِ دَوَامُ

أعَزُّ إلى مَ البرقُ عندك خُلَّبٌ ... وحتى مَ سُحْبُ الوصلِ منك جَهام

تقلَّص ظِلٌّ مِن وفائِك سابِغٌ ... ظَلِيلٌ وعاد الرِّيُّ وهْو أُوامُ

تَخِذْتِ قِلالَ الصَّدِّ والبعدِ جُنَّةً ... مَلَلْتِ ألا إن المَلالَ مَلامُ

وتلك لَعَمْرِي في الحِسانِ سَجِيَّةٌ ... وللشَّيْخِ في إلْمامِهِنَّ لِزامُ

ولكنه في حَقِّهِنَّ مُمَدَّحٌ ... يحِلُّ وأما في الرجالِ حَرامُ

قُصارَى جَمالِ الغِيدِ وَجْدٌ ولَوعةٌ ... لها بيْن أحشاءِ الثّناءِ ضِرامُ

تعَصَّيْتِ حتى ما لمُضْناك حِصَّةٌ ... من الوصلِ إلاَّ مِن رَنَاكِ سِهامُ

حسبْتِ بأن الحسنَ باقٍ وربما ... غدا يَنْعُه يا عَزُّ وهْو تَمامُ

وكلُّ شبابٍ بالمَشيبِ مُروَّعٌ ... وإن لم يَرُعْك الشَّيْبُ راع حِمامُ

ألم تعلمِي أن المَحاسنَ دولةٌ ... يَزولُ إذا زالتْ جَوىً وغَرامُ

ولو دامتِ الدّولات كانُوا كغيْرِهمْ ... رَعايا ولكن ما لَهُنَّ دَوامُ

إذا زِدْتِ بُعْداً أو أطلْتِ تجنُّباً ... رحلتُ وجسمِي لم يُذِبْه سَقامُ

ومافَضْلُ ربِّ السيفِ إن فتكَتْ به ... جفونٌ كَلِيلاتُ المَضاءِ كَهامُ

أينْصِبْن لي من هُدْبِهنَّ حُبالَةً ... وهل صِيدَ في فخِّ الغَزالِ حَمامُ

ولي هِمَّة لا يطَّبيها صَبابةٌ ... وحَزْمُ فتىً بالخَسْفِ ليس يُسامُ

وعَزْمةُ نَدْبٍ لا يذِلُّ فُؤادُه ... وجانبُ حُرٍ لن تراه يُضامُ

هُيامِيَ في نَهْدٍ أقبَّ مُطَهَّمٍ ... إذا القومُ في نَهْد المَليحةِ هامُوا

ولم يكُ عندي غيرَ كُتْبٍ نَفِيسةٍ ... ترُوق وإلاّ ذابِلٌ وحُسامُ

ولي قلمٌ كالصِّلِّ أمَّا لُعابُه ... فسَمٌّ وأما نَفْثُه فَمُدامُ

وإن أمَّنِي دهرِي الخَؤُونُ بحادثٍ ... فلي مِن أمير المؤمنين عِصامُ

وله مناظرة بين القوس والبندق.

قال فيها: الحمد لله المفيض كرماً ومنا، والصلاة على نبيه الراقي إلى قاب قوسين أو أدنى.

المؤيد بخوارق آياتٍ هن أشد حكماً وأنفذ سهما، الذي أنزل عليه: " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ".

وعلى آله الذين تقوست بريهم ظهور النواصب، وأدركوا ببندق الإصابة كل غرض ناكب.

وأقيمت لهم في الدين الحجج والأدلة، وتقاصرت بجودهم الشهور والأهلة.

أما بعد: فهذه أرجوزة جمعت فيها غرائب من البديع، ووشعت بردها مفوفاً كأزاهير الربيع.

وسميتها براهين الاحتجاج والمناظرة، فيما وقع بين القوس والبندق من المفاخرة.

سلكت فرائدها ممتثلاً لمقترح مولاي السيد العلامة لسان المتكلمين، وترجمان الأئمة العارفين، سيف الإسلام والمسلمين، أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنين.

وطرزتها بفرائد من مديحه، الذي لا يقضي النظر مع تعارض الأدلة إلا بترجيحه.

فهو المقصود أولاً وبالذات، والمقدم التالي في هذه الأبيات:

جاءتْك تبْرِي أسْهُمَ الجفونِ ... عن قوسِ ذاك الحاجبِ المَقْرونِ

تخْتالُ مثلَ الغُصُنِ الرَّطِيبِ ... في مِطْرَفٍ من حُسْنها القَشِيبِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015