ذاك شمس الفضل المستوي على عرش الكمال، وقمر الفخر السابح في بحر السؤدد والفعال.

مركز السماحة والحماسة، وقدوة الملوك الساسة.

فتىً من طِينةِ المجدِ ... وما السؤددُ بالعَدِّ

جواهرُ مجدِه انْتظمتْ ... نظامَ جواهرِ العِقْدِ

كريمٌ عَزْفُ رَيَّاه ... يفوح بنفْحةِ النَّدِّ

مَساعِيه مُشنَّفةٌ ... يواقيتٌ من المجدِ

فمن حَيَّى بعِشْرتِه ... غدا بالكوكب السَّعْدِ

ذكره أطيب من نفس الحبيب، وروحه أخف من تغيب الرقيب.

ومفاكهته أشهى من رشف الثغر الشنيب، وأخلاقه أوسع من الفناء الرحيب.

رحيبُ فِناء الصدرِ ليس بِضَيِّقٍ ... ولا حرَجٌ لكنْ يُعيد كما يُبْدِي

ففيه مَجالٌ للتَّواضُع والعُلَى ... وفيه نصيبٌ للفُكاهة والجِدِّ

نور العترة وفخرها، وملاك الأمة وسرها، وسيد الأسرة بأسرها ابن بجدتها، وأبو عذرتها.

الطب اللب، السري الندب، الواضع الهناء مواضع النقب.

الندس المهذب، الحول القلب.

عذيقها المرجب، وحجرها المأوب.

جنة الدهر، ودرة تقصاره الفخر.

الرحلة، العلامة، الشهير.

مصباح زيت النبوة، وسيد أرباب الفتوة.

فحسبه صميم، ونسبه كريم.

وآباؤه أهلة المحامد، وأقمار المشاهد، وشجا فؤاد الحاسد.

فهم المجلون في حلبة العليا، والفائزون بالفذ والتوأم من أزلام الدين والدنيا، والمحلقون في فضاء العز غاية القصوى.

قومٌ غَذَتْهم لِبانُ العزِّ والكرمِ ... مَشُوبةً بسُهادِ الحُكْم والحِكَمِ

بِيضٌ بَهالِيلُ يُسْتسْقَى الغَمامُ بهمْ ... في المَحْلِ إن ضَنَّ يوماً هاطلُ الدِّيَمِ

تبَوَّءُوا بيتَ مجدٍ مَن يلُوذ به ... فإنَّه من صُروفِ الدهر في حَرَمِ

لا يدفعُ الخَطْبُ يوماً بحرَ ساحتهِ ... ولا يمُرُّ لدَيْه غير مُبْتسِمِ

ولا يُدِير إليه عينَ حادثةٍ ... ولا يمُدُّ عليه كفَّ مُهْتضِمِ

أُسْدٌ إذا لمَعتْ في جُنْحِ مُعترَكٍ ... سيوفُها أمْطَرتْها من عَبِيط دمِ

مُدَرَّعون دِلاَصاً من شجاعتهمْ ... مُقَلَّدون بأسْيافٍ من الهِمَمِ

قد أُلْبِسوا في دُرُوعِ الفخرِ أرْديةً ... تُجيرُها كرمُ الأخلاقِ والشِّيَمِ

كادتْ تخِرُّ نُجومُ الأُفْق ساجدةً ... لهم وقد طلَعوا من مشرقِ الكَرَمِ

يفُوح عَرْفُ المَعالي إن ذكرتَهمُ ... ويعْبَق الأُفْقُ مِسْكاً من حديث فَمِ

أولئك أرومة سيد الأسرة، وجرثومة سرة السرة، من علماء العترة.

غرة أبناء البطين، وناظورة أهل بيت الأمين، محيي الدين، المفضل عبد الله بن أمير المؤمنين، شرف الدين، بن شمس الدين، بن أمير المؤمنين المهدي لدين الله، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.

سلسلةٌ من ذهبِ ... مَنُوطةٌ بالشُّهبِ

ونِسْبةٌ تردَّدتْ ... بين وَصِيٍ ونَبِي

سبحانَ مَن قدَّسها ... عن سيِّئاتِ النسَبِ

لا برح نسبه تميمةً في أجياد الحسب، ولا انفك حسبه عقداً في لبات المكارم والأدب.

وأدبه حليةً لعاطل الأدب، وجمالاً لشرف الأسماء والنسب.

ولا برحت أردية العلياء محبرةً بمساعيه، وريطة الفضل معلمةً بأياديه، وركاب الفضائل والفواضل معكوفةً بناديه.

ولا فتىء عاكفاً تحت سرادق الكرم، واقفاً في رواقٍ من حسن الشمائل والشيم تخفق عليه أعلام العلم، وتنشر أمامه ألوية الحلم.

ما طلع نجمٌ في برجه، ونجم طالعٌ في مرجه.

دام في روضةِ النعيمِ تُغنِّي ... هـ على أيْكةِ الهنا أفْراحُ

لا خَلا من هلالِه فلَكُ المجْ ... دِ ولا غاب نجمهُ الوضَّاحُ

فلجِيدِ العَلْياء منه عقودٌ ... ولِعطْف الفخار منه وِشاحُ

فلا أصابته عين الكمال، ولا سلب الدهر بفقده ثوب الجمال.

ولا برح كعبةً للجود، وعصمةً للمنجود، ونوراً يلوح في أبناء الوجود.

أما بعد؛ فإنها لما فاحت نسمات الأشواق، ودارت على كئوسها دور الرفاق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015