روى مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر أغمي عليه فذهب عقله فلم يقض الصلاة.
ورواه ابن أبي شيبة عن نافع ولفظه: «أنه أغمي عليه يومين فلم يقضِ».
ورواه عبد الرزاق عن العمري المكبَّر لكن قال: يومًا وليلة.
ورواه إبراهيم الحربي من طريق العمري المصغَّر مثله.
ولعبد الرزاق من وجه آخر عن نافع فذكر شهرًا ولم يقض.
ورواه محمد بن الحسن الشيباني من طريق مالك مثله.
وروى الدارقطني من طرق عن نافع في بعضها يوم، وبعضها يومان، وبعضها ثلاثة، ولم يقض فيها.
ورواه البيهقي وابن المنذر عن نافع به نحوه.
وهذا إسناد في غاية الصحة عنه سدد خطاكم.
تنبيه: روى محمد بن الحسن ما يخالف ما تقدم عن ابن عمر فقال: أخبرنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم النخعي عن ابن عمر في المغمى عليه يومًا وليلة قال: يقضي.
قلت: وفي هذا الإسناد نظر، فإن أبا حنيفة - رحمه الله - مع جلالته وإمامته تكلم في حفظه فقد ضعفه من جهة حفظه البخاري ومسلم والنسائي وابن عدي، وأيضًا شيء آخر: فإبراهيم النخعي قال أبو حاتم: لم يلق أحدًا من الصحابة إلا عائشة ولم يسمع منها، وأدرك أنسًا ولم يسمع منه.
ثم هذا يخالف مذهب ابن عمر الذي نقله عنه أصحابه الحجازيُّون وهم به أبصر، والله أعلم.
ما روي عن أنس سدد خطاكم:
قال ابن المنذر: حدثنا كثير بن شهاب، حدثنا محمد بن سعيد بن سابق، ثنا عمرو ابن أبي قيس عن عاصم قال: أغمي على