نفح العبير (صفحة 35)

هريرة المتفق عليه يرفعه «ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصِّرانه أو يُمجِّسانه» الحديث «البخاري فتح» (3/ 219)، مسلم [2658].

وحديث عياض بن حمار المجاشعي الذي أخرجه مسلم [2865] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول الله - عز وجل -: «وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم». الحديث.

قلت: قال أبو العباس في «درء تعارض العقل والنقل» (3/ 71): (والرسل صلوات الله عليهم وسلامه بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها لا بإفسادها وتغييرها، قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30]. وذكر الآيات.

وقال: وفي الصحيحين عن أبي هريرة سدد خطاكم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل مولود يولد على الفطرة». وذكر الحديث، وحديث عياض: «خلقت عبادي حنفاء» الحديث.

وقال (8/ 460): والله قد بعث الرسل وأنزل الكتب ودعوا الناس إلى موجب الفطرة من معرفة الله وتوحيده، فإذا لم يحصل مانع يمنع الفطرة وإلا استجابت لله ورسله لما فيها من المقتضي لذلك، ومعلوم أن قوله: «كل مولود يولد على الفطرة» ليس المراد به أنه حين ولدته أمه يكون عارفًا بالله موحدًا له، بحيث يعقل ذلك فإن الله يقول: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} [النحل: 78].

وقال: (8/ 455): «ولهذا لم يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - لموجب الفطرة شرطًا بل ذكر ما يمنع موجبها» اهـ.

وقال في «مجموع الفتاوى» (14/ 196): (والنفس بفطرتها إذا تركت كانت مقرة لله بالإلهية، محبة له، تعبده لا تشرك به شيئًا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015