كبيرهم أبو محمد مستعجلاً، وأنشد مرتجلاً يا شقيقي ... إلخ فانتبه أخوه أبو بكر لصوته، وتخوّف لذهاب ذلك الوقت وفوته، وأنبه أخاهما أبا الحسن وهو يرتجل يا أخي قم تر النسيم ... إلخ فانتبه أخوه لكلامه، دافعاً لذة منامه للذة قيامه، وارتجل يا صاحبيّ ذرا ... إلخ انتهى.
قال الفتح (?) : ولمّا أمر المعتمد بن عباد أبا بكر بن القبطرنة السابق الذكر مع الوزير أبي الحسين ابن سراج بلقاء ذي الوزارتين أبي الحسن ابن اليسع القائد (?) والمشي إليه، والنزول عليه، تنويهاً لمقدمه (?) ، وتنبيهاً على حظوته لديه وتقدمه، قصارا إلى بابه، فوجداه مقفراً من حجّابه، فاستغربا خلوّه من خول، وظنّ كلّ واحد منهما وتأوّل، ثم أجمعا على قرع الباب، ورفع ذلك الارتياب، فخرج وهو دهش، وأشار إليهما بالتحيّة ويده ترتعش، وأنزلهما خجلاً، ومشى بين أيديهما عجلاً، وأشار إلى شخص فتوارى بالحجاب، وبارى الريح سرعةً في الاحتجاب، فقعدا ومقلة الخشف، ترمق من خلال السّجف، فانصرفا عنه، وعزما أن يكتبا إليه بما فهما منه، فكتبا إليه:
سمعنا خشفة الخشف ... وشمنا طرفة الطّرف
وصدّقنا ولم نقطع ... وكذّبنا ولم ننف
وأغضينا لإجلال ... ك عن أكرومة الظّرف
ولم تنصف وقد جئنا ... ك ما ننهض من ضعف
وكان الحكم (?) أن تحم ... ل أو تردف في الرّدف