إنّ الكريم إذا نابته مخمصةٌ ... أبدى إلى الناس ريّاً وهو ظمآن
يحني الضلوع على مثل اللّظى حرقاً ... والوجه غمرٌ بماء البشر ريّان (?) وهو مأخوذ من قول الرضى (?) :
ما إن رأيت كمعشرٍ صبروا ... عزّاً على الأزلات والأزم
بسطوا الوجوه وبين أضلعهم ... حرّ الجوى ومآلم الكلم وله أيضاً (?) :
كلفت بالحبّ حتى لو دنا أجلي ... لما وجدت لطعم الموت من ألم
كلا النّدى والهوى قدماً ولعت به ... ويلي من الحبّ أو ويلي من الكرم وأخبرني الوزير أبو الحسين (?) بن سراج - وهو بمنزل ابن شهيد - وكان من البلاغة في مدى غاية البيان، ومن الفصاحة في أعلى مراتب التبيان، وكنا نحضر مجلس شرابه، ولا نغيب عن بابه (?) ، وكان له بباب الصّومعة من الجامع موضع لا يفارقه أكثر نهاره، ولا يخليه من نثر درره وأزهاره، فقعد في ليلة 27 من رمضان في لمة من إخوانه، وأئمّة سلوانه، وقد حفّوا به ليقطفوا نخب أدبه، وهو يخلط لهم الجدّ بهزل، ولا يفرط في انبساط مشتهر ولا انقباض جزل، وإذا بجارية من أعيان أهل قرطبة معها من جواريها، من يسترها ويواريها، وهي ترتاد موضعاً لمناجاة ربها، وتبتغي منزلاً لاستغفار