مدللاً بين عرفاني واضرب عن ... سير لأرضٍ بها من ليس يدريني
هذا يقول غريبٌ ساقه طمعٌ ... وذاك حين أريه البرّ يجفوني
إليك عنّي آمالي فبعدك يه ... ديني وقربك يطغيني ويغويني
يا لحظ كلّ غزالٍ لست أملكه ... يدنو وما لي حالٌ منه تدنيني
ويا مدامة ديرٍ لا ألمّ به ... لولاكما كان ما أعطيت يكفيني
لأصبرنّ على ما كان من كدرٍ ... لمن عطاياه بين الكاف والنّون وتسمى هذه القصيدة عند أهل الأندلس " كنز الأدب " وقد أشرنا في الباب (?) الأول إلى كثير ممّا يتعلّق بقرطبة، أعادها الله تعالى إلى الإسلام، فأغنى عن إعادته، وإن كان ذكره هنا أنسب، لأن ما تقدّم إنّما هو في ذكرها مع غيرها من بلاد الأندلس، وهذا الباب (?) لها بالاستقلال.
وأنشد أبو العاصي غالب بن أميّة الموروري (?) لما جلس على نهر قرطبة بإزاء الرّبض ملتفتاً إلى القصر، بديهة (?) :
يا قصر كم [قد] حويت من نعمٍ ... عادت لقىً في عوارض (?) السكك
يا قصر كم [قد] حويت من ملكٍ ... دارت عليه دوائر الفلك
ابق بما شئت كلّ متّخذٍ ... يعود يوماً (?) بحال متّرك وقال القاضي أبو الفضل عياض عند ارتحاله عن قرطبة (?) :