رث الهيئة، مجفوّ (?) الطلعة، قد جاء فجلس معنا، فقلنا له: ما هذا الإقدام على الجلوس معنا دون سابق معرفة؟ فقال: لا تعجلوا علي، ثمّ فكر قليلاً ورفع رأسه فأنشدنا:

اسقنيها إزاء قصر الرّصافه ... واعتبر في مآل أمر الخلافه

وانظر الأفق كيف بدّل أرضاً ... كي يطيل اللبيب فيه اعترافه

ويرى أن كلّ ما هو فيه ... من نعيمٍ وعزّ أمرٍ سخافه

كلّ شيء رايته غير شيء ... ما خلا لذة الهوى والسّلافه قال المريني: فقبّلت رأسه، وقلت له: بالله من تكون؟ فقال: قاسم بن عبّود الرياحي، الذي يزعم الناس أنّه موسوس أحمق، قال: فقلت له: ما هذا شعر أحمق، وإن العقلاء لتعجز عنه، فبالله إلا ما تمّمت مسرتنا بمؤانستك ومنادمتك ومناشدة طرف أشعارك، فنادم وأنشد، وما زلنا معه في طيبة عيش إلى أن ودّعناه وهو يتلاطم مع الحيطان سكراً، ويقول: اللهم غفراً. انتهى (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015