السداد، وعلامة سلامة الاعتقاد، ثم اسحبوا فضل تعظيمهم على فقهاء الملّة، وأثمتها الجلّة، فهم صقلة نصولهم، وفروع نائشة من أصولهم، وورثتهم وورثة رسولهم.
واعلموا أنّني قطعت في البحث زماني، وجعلت النظر شاني، منذ براني الله تعالى وأنشاني، مع نبل يعترف به الشاني، وإدراك يسلّمه العقل الإنساني، فلم أجد خابط ورق، ولا مصيب عرق، ولا نازع خطام، ولا متكلّف فطام، ولا مقتحم بحر طام، إلاّ وغايته التي يقصدها قد نضلتها (?) الشريعة وسبقتها، وفرعت ثنيتها وارتقتها، فعليكم بالتزام جادّتها السابلة، ومصاحبة رفقتها الكاملة (?) ، والاهتداء بأقمارها غير الآفلة، والله تعالى يقول وهو أصدق القائلين " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين " آل عمران: 85 وقد علت شرائعه، وراع الشكوك رائعه، فلا تستنزلكم الدنيا عن الدين، وابذلوا دونه النفوس فعل المهتدين، فلن ينفع متاع بعد الخلود في النار أبد الآبدين، ولا يضر مفقود مع الفوز بالسعادة والله أصدق الواعدين، ومتاع الحياة الدنيا أخس ما ورث الأولاد عن الوالدين، اللهم قد بلّغت فأنت خير الشاهدين.
فاحذروا المعاطب التي توجب في الشقاء الخلود، وتستدعي شوه الوجوه ونضج الجلود، واستعيذوا برضى الله من سخطه، واربأوا بنفوسكم عن غمطه، وارفعوا آمالكم عن القنوع بغرور قد خدع أسلافكم، ولا تحمدوا على جيفة العرض الزائل ائتلافكم، واقتنعوا منه بما تيسر، ولا تأسوا على ما فات وتعذر، فإنّما هي دجنة ينسخها الصباح، وصفقة يتعاقبها (?) الخسار والرباح، ودونكم عقيدة الإيمان فشدوا بالنواجذ عليها، وكفكفوا الشبه أن تدنوا إليها.