وقد بلغ العباس في المجد رتبةً ... تقول لبدر التم: قصّرت فابعد

ألا إنّه فضل السقاية قد حوى ... فكان لوفد الله أكرم مورد

وكان طويل الباع في الباس والندى ... كريماً متى يسترفد القوم يرفد

ويوم حنين ليس ينسى ثباته ... ودعوته مستنجداً كلّ منجد

وقال رسول الله فيه عليّ ما ... عليه وأيضاً مثله في التزيد

ألا إنّ عمّ المرء صنو أبيه كي ... يزيدهم في برّه المتأيد

ألا إنّ عمّ المرء صنو أبيه كي ... يزيدهم في برّه المتأيد

وبشّره أنّ الخلافة في الورى ... لأولاده من سيد ومسوّد

بشيبته استسقوا إذ المحل شامل ... فجاءهم غيث سقى كلّ فدفد انتهى ما وقفت عليه من هذه القصيدة الفريدة، وليس بيدي الآن ديوان شعره حتى أكتبها بكمالها فإنّها مناسبةٌ لهذا الباب الذي جعلناه ختماً للكتاب كما لا يخفى.

ومن مقطّعات ابن جابر:

شغفت بها حيناً من الدهر لم يكن ... سوى سكب دمعي في محبتها كسبي

وما أصل هذا كلّه غير نظرة ... إلى مقلة منها أضعت لها قلبي وقال:

قد بان عذري في مليح له ... لحظا رشاً بلحظ من ذعر

إنّي على الهجر مطيع له ... ممتثل في السرّ والجهر وقال:

هذا الرشا يقنص ليث الشري ... بنظرة منه فلا مخلص

لو عارض العاذل يوماً له ... لكان من أول ما يقنص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015