وهذا معنى قد تلاعب الشعراء بكرته، وقضية ابن عنين في ذلك مع المعظّم دالة على توقد فكرته، وما ذاك إلاّ أنّه مرض فكتب إلى الملك المعظّم:

انظر إليّ بعين مولىً لم يزل ... يولي الندى وتلاف قبل تلافي

أنا كالذي، أحتاج ما يحتاجه ... فاغنم دعائي والثناء الوافي فعادة المعظّم وأعطاه ألفاً، وقيل: ثلاثمائة، وقال له: هذه الصلة، وأنا العائد.

قال بعض المغاربة في هذا: قد تلطف ابن عنين في الصلة والعائد، وأجاد وسبق المعظم إلى فهم مقصوده مطابقة الجوار فأتى بما يستغرب عن سيبويه ونظرائه، فلذلك جعل الشرف ابن عنين ديوانه مملوءاً بمدحه وأطرابه، ونقلته من حفظي وفيه بعض تغيير بيتين.

[عود إلى شعر ابن جابر]

وقال ابن جابر المذكور:

يا دار ليلى لا صمتك يد البلى ... وسقاك درّ الغيث كلّ سحاب

أصبو إلى تلك الربوع، وكيف لا ... أصبو وهنّ منازل الأحباب وقال من قصيدة:

وأطلب تشويق الأنام بحسنه ... فأذكر من أسمائه كلّ طيّب ومنها:

وإنّي لم أمدحه إلا تشوّقاً ... وإن كان مشهوراً بشرقِ ومغرب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015