وسلام الله عليكم ورحمته لديكم كلّما نطق ناطق أو ذرّ في المشارق شارق وما دارت الأفلاك، وسبحت بلغاتها الأملاك، في فسيح الطول ورحب العرض، دوماً ما بين السماء والأرض.
وهذه أبيات القصيدة المتولدة من هذه الرسالة:
سلام محب لو بدا عشر شوقه ... لطبّق ما بين السّموات والأرض
تراه لكم بالأمن والسعد داعياً ... وهذا الدعا لا شك من لازم الفرض
وأنجاك في دنياك من كل شدة ... وأرضاك في يوم القيامة والعرض
كما أنت لي عون وغوث وعدّة ... ووفرت لي ما لي ووفرت لي عرضي هذا، ويصح أن يقرأ عوناً بالنصب على الحاليّة، وهو الذي رأيته بخطه، أعني الكفعمي، ثم قال:
وينهي إلى قاضي القضاة بأنّ ذا ... عليّ بن فخر الدين في أمركم مرضي
ومدحكم فرض قراه لسانه ... وحبّكم إيّاه شاهده يقضي
حديث سواكم لا يمر بقلبه ... وإن مرّ لا يحلو وحكمكم يمضي
يتيه به أهل القبيبات عزّة ... لخدمته إياك يا قاضي الأرض
فإن يك في أفعاله أو مقاله ... عصاكم فعين العفو معن ذنبه تغضي
سلام عليكم كلّما ذرّ شارق ... وسبّحت الأملاك في الطول والعرض قلت: وهذه طريقة بديعة، وقد تبارى فيها البلغاء، فبعضهم يعمد إلى أحاديث أو آيات وينسج على منواله مثلها، ويفرقها في أبياته أو سجعاته، ويكتبها بلون مخالف للأصل، وقد ذكرت في روضة الورد من أزهار الرياض من كلام ابن عاصم ما لا مزيد وراءه، فليراجعه من أراده، وذكرت في غيره أيضاً نبذة.