ومصر أكرم منه، يقصده الشعراء والفقراء فيجزل عطاياهم جرياً على سنن أبيه، قصده أبو عبد الله محمد بن جابر الأندلسي الهوّاري الكفيف مادحاً فأعطاه عشرين ألف درهم؛ انتهى.

ومن شعر ابن جابر رحمه الله تعالى:

وفي الخيام ومن لي بالخيام رشاً ... لا أحسب البدر في حسن يقاومه

مثل الغزالة إن تاهت وإن طلعت ... فكيف يصرف عنه الصبّ لائمه وقوله رحمه الله تعالى:

في القلب من حبّكم بدر أقام به ... فالطرف يبصر نوراً حين يبصره

تشابه العقد حسناً فوق لبّته ... والثغر نظماً إذا ما لاح جوهره وقوله:

ردف أقام لنا بها فتن الهوى ... وإذا أتت لتقوم قال لها اقعدي

أبصرتها ما بين ذاك وبين ذا ... فوقعت منها في المقيم المقعد وقوله:

سامح بالوصل على بخله ... وقال لي أنت بوصلي حقيق

فقلت ما رأيك في نزهة ... ما بين كاسات وروض أنيق

فقال يعني خده واللمى: ... هذا هو الروض وهذا الرحيق

فبتّ من دمعي ومن خدّه ... ما بين نعمان وبين العقيق

وإذ تذللت على حبّه ... قال: أما تخشى؛ أما تستفيق

قدي وخدي خفهما يا فتى ... هذا هو الرمح وهذا شقيق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015