قتل الخرّاصون تقتيلاً، كلّم موسى على جبل الطور، فارتقى نجم محمد صلى الله عليه وسلّم فاقتربت بطاعته مبادي السرور، وأوقع الرحمن واقعة الصبح على بساط النور، فتعجب الحديد من قوته، وكثرت المجادلة في أمته، إلى أن أعيد في الحشر بأحسن مقيلاً، امتحنه في صف الأنبياء وصلى بهم إماماً، وفي تلك الجمعة ملئت قلوب المنافقين من التغابن خسراً وإرغاماً، فطلق وحرم تبارك الذي أعطاه الملك وعلّم بالقلم ورتل القرآن ترتيلاً، وعن علم الحاقة كم سأل سائل فسال الإيمان، ودعا به نوح فنجاه الله تعالى من الطوفان، وأتت إليه طائفة الجن يستمعون القرآن فأنزل عليه: يا أيّها المزّمّل قم الليل إلا قليلاً، فكم من مدثر يوم القيامة شفقة على الإنسان إذا أرسل مرسلات الدمع فعم يتساءلون أهل الكتاب، وما تقبل من نازعات المشركين إذا عبس عليهم مالك وتولاّهم بالعذاب، وكوّرت الشمس وانفطرت السماء وكانت الجبال كثيباً مهيلاً، فويل للمطففين إذا انشقت السماء بالغمام، وطويت ذات البروج وطرق طارق الصور بالنفخ للقيام، وعزّ اسم ربّك الأعلى لغاشية الفجر فيومئذ لا بلد ولا شمس ولا ليل طويلاً، فطوبى للمصلين الضحى عند انشراح صدورهم إذا عاينوا التين والزيتون وأشجار الجنّة فسجدوا باقرأ باسم ربّك الذي خلق هذا النّعيم الأكبر لأهل هذه الدار ما أحيوا ليلة القدر وتبتّلوا تبتيلاً، ولم يكن للذين كفروا من أهل الكتاب من أهل الزلزلة من صديق ولا حميم، وتسوقهم كالعاديات إلى سواء الجحيم، وزلزلت بهم قارعة العقاب وقيل لهم: ألهاكم التّكاثر، هذا عصر العقاب الأليم وحشر الهمزة وأصحاب الفيل إلى النار فلا يظلمون فتيلاً، وقالت قريش: ما أمنتم من هول المحشر، أرأيت الذي يكذّب بالدين كيف طرد عن الكوثر، وسيق الكافرون إلى النار وجاء نصر الله والفتح فتبّت يدا أبي لهب إذ لا يجد إلى سورة الإخلاص سبيلاً، فنعوذ بربّ الفلق من شرّ ما خلق، ونعوذ برب الناس ملك النّاس إله النّاس من شرّ الوسواس الخنّاس الذي فسق، ونتوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015