ويا رب عاملنا بما أنت أهله ... من الجود والرحمى وإن لم نكن أهلا

وصلّ على مسك الختام محمد ... أتمّ صلاة تملأ الحزن والسهلا

[خطبة لعياض يورّي فيها بأسماء السور]

وتذكرت بهذا الموضع خطبة القاضي أبي الفضل عياض التي ضمّنها سور القرآن على المهيع الماضي آنفاً، وهي: الحمد لله الذي افتتح بالحمد كلامه، وبين في سورة البقرة أحكامه، ومد في آل عمران والنساء مائدة الأنعام ليتم إنعامه، وجعل في الأعراف أنفال توبة يونس وألر كتاب أحكمت آياته بمجاورة يوسف الصدّيق في دار الكرامة، وسبّح الرعد بحمده، وجعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم، ليؤمن أهل الحجر أنّه إذا أتى أمر الله سبحانه فلا كهف ولا ملجأ إلاّ إليه ولا يظلمون قلامة، وجعل في حروف كهيعص سرّاً مكنوناً قدمم بسببه طه صلى الله عليه وسلّم على سائر الأنبياء ليظهر إجلاله وإعظامه، وأوضح الأمر حتى حج المؤمنون بنور الفرقان والشعراء صاروا كالنمل ذلاً وصغاراً لعظمته، وظهرت قصص العنكبوت فآمن به الروم، وأيقنوا أنّه كلام الحي القيّوم، نزل به الروح الأمين على زين من وافى القيامة، وأفصح لقمان الحكمة بالأمر بالسجود لرب الأحزاب فسبا فاطر السموات أهل الطاغوت، وأكسبهم ذلاً وخزياً وحسرة وندامة، وأمدّ ياسين صلى الله عليه وسلّم بتأييد الصافّات فصاد الزمر يوم بدره وأوقع بهم ما أوقع صناديهم في القليب مكدوس ومكبوب حين شالت بهم النّعامة، وغفر غافر الذنب وقابل التوب للبدريين رضي الله عنهم ما تقدم وما تأخر حين فصّلت كلمات الله فذل من حقت عليه كلمة العذاب وأيس من السلامة، ذلك بأن أمرهم شورى بينهم وشغلهم زخرف الآخرة عن دخان الدنيا فجثوا أمام الأحقاف لقتال أعداء محمد صلى الله عليه وسلّم يمينه وشماله وخلفه وأمامه، فأعطوا الفتح وبوّئوا حجرات الجنان وحين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015