قصيدة ابن جابر، وهي:

بحمد إله العرش أستفتح القولا ... وفي آية الكرسيّ أستمنح الطّولا

وفي آل عمران أتى ذكر أحمد ... نساؤهم بالعقد قد أنعموا القولا

بأعراف رحماه بأنفال جوده ... شرفنا وفضّلنا وتبنا إلى المولى

له يونس نادى وهود ويوسف ... وذاكره في الرعد لا يسمع الهولا

ودعوة إبراهيم كان محمد ... وفي الحجر خير الخلق قد فضل الرسلا

له أمة كالنحل قد صح فضلهم ... فسبحان من أسرى بأحمدنا ليلا

علا فضله والناس في كهف نيله ... ومريم في الأخرى يكون لها بعلا

وطه له فضل على الخلق كلّهم ... ولكن جميع الأنبياء علا فضلا

ولولاه ما حجّ المقام وكعبة ... فأفلح من قد طاف فيها ومن حلاّ

ومن نوره الوهاج كل منوّر ... وفرقانه قد أخمد الكفر والبطلا

ترى الشعرا كالنمل حول محمد ... إذا قصص في العنكبوت لهم تتلى

علا ديننا روما ولقمان عالم ... بأنّ السيوف أسجدت كلّ من ضلاّ

والأحزاب يسبيهم بحكمة فاطر ... وياسين قد صفّت له الملأ الأعلى

وصاد جميع الكافرين بزمرة ... له غافر في الحرب قد فصلت فصلا

وشوراه في الدنيا بها كل زلفة ... وقد زخرف الكفّار في دينهم جهلا

لقد رأوا الدخان حول بيوتهم ... بجاثية الأحقاف قد قتلوا قتلا

محمدنا لم يخلق الله مثله ... وفي الحجرات فضله أبداً يتلى

وقد أنزل الجبّار قافاً بذكره ... كما تذر الكفّار ريح بها تبلى

بطور سما والنجم ما ضوء احمد ... كما قمر بل نور خير الورى أجلى

به الله رحمن وفي وقعة ترى ... حديداً به الكفّار يجدلهم جدلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015