جعلتها مني وداعاً فاعتجب ... لنظمها الحلو الجنى كيف حلا

من قارب الرحلة عن ذاك الحمى ... كيف أجاد النظم يوماً أو درى

أرسلتها من خاطر خامره ... وجدٌ جلا عن مقلتي طيب الكرى

وكيف لا آسى على بعدي عن ... قوم جرى من جودهم ما قد جرى

أنصار دين الله والهادي الذي ... لولا وضوح هديه ضلّ الورى

فالقلب بين مشرق ومغرب ... مقسّم اللوعة مجذوب العرى

إذا ذكرت الغرب جنّت مهجتي ... وبلّ دمعي من جوى الشوق الثرى

وإن ذكرت حبّ من في مشرقِ ... أبطأ بي حبّهم عن السرى

وإن يصف من وجه لشخص مورد ... كدرّ من أخرى فلا صفو يرى

فإن ترحّلت فقلبي عندكم ... لم يرتحل عن بابكم ولا سرى

ولا تزال رسل شوزقي أبدا ... تترى على مجدكم الجزل الندى

ولن تمرّ ساعة إلاّ هفا ... بذكركم مفصح نظمي وشدا

فليس عندي للنجاة مخلص ... إن لم يكن منكم نوال أو جدا

بكم ملاذي وحماكم ملجئي ... ليس سوى ذاك السماح المجتدى

وما ذخرنا عدّةً سواكم ... مثلكم من يرتجى ويجتدى

لا أوحش الله دياراً أنتم ... فيها ولا أزرى بمرعاها الصّدى

ولا نأت داركم ولا خلا ... ربعكم ما راح يوم واغتدى ومن محاسنه أيضاً البديعية المشهورة، وهي المعروفة ببديعية العميان، ولو لم يكن من محاسنه إلا قصيدته التي في التورية بسور القرآن ومدح النبي صلى الله عليه وسلّم لكفى وهي من غرر القصائد، وكثر من الناس ينسبها للقاضي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015