كم سرت في البيداء لا يقلقني ... حرّ الهجير لا ولا برد الضحى

أرسلها غرّ الذرا تسري بنا ... كلّ عويص السير صعب المنتحى

يطيح مفتوت الحصى من دونها ... كأنّه سهم عن القوس طحا (?)

فكم بذلت الجهد في كسب العلا ... وجدت بالنفس لحاني من لحا

أرغم أعداي بحزم نافذ ... يعركهم عرك الثفال بالرحى

أذود عن عرضي وأحمي حسبي ... بكرم جزل ومجد قد ضحا

أقسم بالبيت ومن طاف به ... ومن نحا وجهته فيمن نحا

وكلّ من أعمل لله الخطا ... محا بها من الخطايا ما محا

ومعشر ثجّوا وعجّوا فلهم ... بمرتقى المروة ذكر ووحى (?)

لا زلت أزجيها لإدراك العلا ... حتى ترى من جهدها مثل اللّحا

يا عجباً من حاسد لي قد زها ... بعيشه الغض عليّ وانتخى

كأنّني لم أعرف العزّ ولا ... صاحبت دهري في سرور ورخا

وإنما الدهر له تقلّب ... إن ارتخى شد وإن شد ارتخى

إنّ الذي لا ينثني عن جوده ... إن بخل الدهر لنا وإن سخا

خير الورى طرّاً من الله به ... أذهب عنّا كلّ غيّ فامتخى (?)

شرّفه الله وحلّى جيده ... بجوهر من كل مجد موتخى (?)

زينة تواضع على علا ... فما ازدهى بعزة ولا نخا (?)

فكم حمى بهديه وكم وقى ... وكم أفاد آملاً وكم نخا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015