ترون رسول الله في كلّ ساعة ... ومن يره فهو السعيد به حقّاً
متى جئتم لا يغلق الباب دونكم ... وباب ذوي الإحسان لا يقبل الغلقا
فيسمع شكواكم ويكشف ضركم ... ولا يمنع الإحسان حراً ولا رقّا
بطيبة مثواكم، وأكرم مرسل ... يلاحظكم فالدهر يجري لكم وفقا
فكم نعمة لله فيها عليكم ... فشكراً، وشكر الله بالشكر يستبقى
أمنتم من الدجّال فيها فحولها ... ملائكة يحمون من دونها الطّرقا
كذاك من الطاعون أنتم بمأمن ... فوجه اللّيالي لا يزال بكم طلقا
فلا تنظروا إلاّ لوجه حبيبكم ... وإن جاءت الدنيا ومرّت فلا
حياة وموتاً تحت رحماه أنتم ... وحشراً فستر الجاه فوقكم ملقى
فيا راحلاً عنها لدنيا يريدها ... أتطلب ما يفنى وتترك ما يبقى
أتخرج عن حرز النبيّ وحوزه ... إلى غيره تسفيه مثلك قد حقّا
لئن سرت تبغي من كريم إعانةً ... فأكرم من خير البرية ما تلقى
هو الرزق مقسوم فليس بزائل ... ولو سرت حتى كدت تخترق الأفقا
فكم قاعد قد وسع الله رزقه ... ومرتحل قد ضاق بين الورى رزقا
فعش في حمى خير الأنام ومت به ... إذا كنت في الدارين تطلب أن ترقى
إذا قمت فيما بين قبر ومنبر ... بطيبة فاعرف أين منزلك الأرقى
لقد أسعد الرحمن جار محمّد ... ومن جار في ترحاله فهو الأشقى ومن محاسنه رحمه الله تعالى المقصورة الفريدة، وهي قوله (?) :
بادر قلبي للهوى وما ارتأى ... لمّا رأى من حسنها ما قد رأى
فقرّب الوجد لقلبي حبها ... وكان قلبي قبل هذا قد نأى