قد لاح في مرقب السعود ... واستبشرت أوجه الشموس
فالدوح يومي إلى البنود ... أكمامه غطّت (?) الرؤوس
والزّهر في روضة السّماء ... كالزهر قد راق بابتسام
والصبح مستشرف اللواء ... والبدر مستقبل التّمام
محاسن الكون قد تجلّت ... جمالها العقل يبهر
عرائس بالبها تحلّت ... والطلّ في الحلي جوهر
وألسن الورق قد أملّت ... مدائحاً عنه تشكر
تستوقف الخلق بالغناء ... كأنّها تحسن الكلام
تطنب لله في الثّناء ... تقول سلّمت يا سلام
كم من ثغور لها ثغور ... تبسم إذ جاءها البشير
ومن خدور بها بدور ... يشير منها له المشير
تقول إذ حفّها السرور ... تبارك المنعم القدير
قد أنعم الله بالبقاء ... في ظلّ مولى به اعتصام
قد صادف النّجح في الدواء ... فالداء عنّا له انفصام
يهنيك مولاي بل يهنّى ... ببرئك الدين والهدى
فالغرب والشرق منك يعنى ... بمذهب الخطب والردى
والله لولاك ما تهنّا ... ما فيه من سطوة الردى
يا مورد الأنفس الظماء ... قد كان يشتفّها الأوام
وقرّة العين بالبهاء ... رددت للأعين التمام