نظره إلى الخلق بالرحمة، ونظره إلى نفسه بالحذر والتهمة؛ انتهى.

وأحوال هذا الشيخ عجيبة، وكراماته شهيرة، وإنما ذكرنا هذا النزر اليسير تبركاً بذكره رضي الله عنه في هذا الكتاب، وتطفلاً على رب الأرباب أن ينفعنا بأمثاله ويحقق لنا النجاة والمتاب، إنه على ذلك قدير.

رجع إلى أخبار أبي البركات - ولما وقع بينه وبين ابن صفوان ما يقع بين المتعاصرين رد عليه ابن صفوان، فانتصر لأبي البركات بعض طلبته بتأليف شواظ من نار ونحاس يرسل على من لم يعرف قدره وقدر غيره من الناس وهو قدر رسالة الشيخ أو أطول، وألفي على ظهره بخط الشيخ أبي البركات ما صورته:

قد شبع الكلب كما ينبغي ... من حجر صلد ومن مقرع

فإن يعد من بعد ذا الذي ... قد كان منه فهو ممن نعي ومن بديع نظم الشيخ أبي البركات رحمه الله تعالى قوله:

يلومونني بعد العذار على الهوى ... ومثلي في وجدي له لا يفند

يقولون أمسك عنه قد ذهب الصبا ... وكيف أرى الإمساك والخيط أسود وقوله في المجبنات:

ومصفرة الخدين مطوية الحشا ... على الجبن المصفر يؤذن بالخوف

لها بهجة كالشمس عند طلوعها ... ولكنها في الحين تغرب في الجوف وفي هذين البيتين تورية متعددة.

وحدث القاضي أبو البركات أنه لما أراد الانصراف عن سبتة قال هل السيد الشريف أبو العباس رحمه الله تعالى: متى عزمت على الرحيل فأنشد أبو البركات:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015