فيا فرحة المجهود إن بات سره ... وسر الذي يهواه مأواه مأواه
ومن أجله قد كان بالبعد راضياً ... فكيف ترى مغناه والقلب مثواه
بدا فبدت أعلام ضدين في الهوى ... هما عجب لولا الدليل وفحواه
برؤيته فارقت موتي لبعده ... ومت بها من أجل علمي ببلواه
فها أما حي ميت بلقائه ... ولم ينج من لم يسعد الفهم نجواه
إذا لم تكن أنت الحبيب بعينه ... رضى وعتاب ضل من قال يهواه
وأكذب ما يلفى الفتى وهو صادق ... إذا لم يحقق بالأفاعيل دعواه وقوله رضي الله تعالى عنه:
الحب في الله نور يستضاء به ... والهجر في ذاته نور على نور
جنب أخا حدث في الدين ذا غير ... إن المغير في نكس وتغيير
حاشا الديانة أن تبنى على خبل ... سبحان خالقنا من قول مثبور
إن الحقائق لا تبدو لمبتدع ... كذا المعارف لا تهدى لمغرور
تالله لو أبصرت عيناه أو ظفرت ... يمناه ما ظل في ظن وتقدير
حقق ترى عجب إن كنت ذا أدب ... ولا يغرنك الجهال بالزور
إن الطريقة في التنزيل واضحة ... وما تواتر من وحي ومشهور
فافهم هديت هدى الرحمن واهد به ... هدى يفيدك يوم النفخ في الصور وقوله صدر رسالة وجه بها إلى ابنه محمد أيام قراءته بإشبيلية:
إذا شئت أن تحظى بوصلي وقربتي ... فجنب قريب السوء واصرم حباله
وسابق إلى الخيرات واسلك سبيلها ... وحصل علوم الدين واعرف رجاله وكان رحمه الله تعالى كثيراً ما يتمثل ببيتي مهيار الديلمي، وهما:
ومن عجب أني أحب إليهم ... وأسأل شوقاً عنهم وهم معي