وسمى أبو القاسم ما استخرجه منه ب " اللؤلؤ والمرجان من بحر أبي البركات ابن الحاج يستخرجان ".
ومن نظم الشيخ أبي البركات ابن الحاج قوله رحمه الله تعالى:
ألا ليت شعري هل لما أنا أرتجي ... من الله في يوم الجزاء بلاغ
وكي لمثلي أن ينال وسيلة ... لها عن سبيل الصالحين مراغ
وكم رمت دهري فتح باب عبادة ... يكون بها في الفائزين مساغ
فكدت ولم أفعل وكيف وليس لي ... المعينان بها صحة وفراغ
لأصبحت من قوم دعاهم إلى الرضى ... منادي الهدى فاستنكروه فراغوا
أباغ ترى أخراه من يزدهيه من ... زخارف دنياه باغ
ويضرب صفحاً عن حقيقة ما طوت ... فيلهيه زور قد أتته مصاغ
إذا ما بدا للرشد نهج بيانه ... يراع بع عن وحشته فيراغ
فيا رب برد العفو هب لي إذا غلت ... من الحر في يوم حساب دماغ
فمن حرق للنفس فيه لواعج ... ومن خجل للوجد فيه صباغ
وعظتك نفسي لو أنبت، وفي الذي ... وعظت به لو ترعوين بلاغ وأنشد القاضي أبو البركات في هذا الروي قول شيخه الأستاذ أبي علي ابن سليمان القرطبي:
ألا هل إلى ما أرتضيه بلاغ ... وكيف يرى يوماً إليه فراغ
وقد قطعت دوني قواطع جمة ... أراع لها مهما جرت وأراغ
وما لي إلا عفو رب وفضله ... ففيه إلى ما أرتجيه بلاغ وكان القاضي أبو البركات من بيت كبير علماً وصلاحاً وزهداً، وجده الإمام الولي العارف سيدي أبو إسحاق ابن الحاج أشهر من نار على علم، وقبره مشهور بمراكش وقد زرته بها، وله كرامات مشهورة.