ولا روضة بالحسن طيبة الشذا ... ينم عليها إذخر وجليل
وقد أزكيت للزهر فيها مجامر ... تعطر منها للنسيم ذيول
وفي مقل النوار للطل عبرة ... ترددها أجفانها وتجيل
بأطيب من أخلاقه الغر كلما ... تفاقم خطب للزمان يهول
حيت أبا العبد الإله مناقباً ... تفوت يدي من رمها وتطول
فغرناطة مصر أنت خصيبها ... ونائل يمناك الكريمة نيل
فداك رجالاً حاولوا درك العلا ... ببخل، وهل نال العلاء بخيل
تخيرك المولى وزيراً وناصحاً ... فكان له مما أراد حصول
وألقى مقاليد الأمور مفوضاً ... إليك فلم يدم يمينك سول
وقام بحفظ الملك منك مؤيد ... نهوض بما أعيا سواك كفيل
وساس الرعايا منك أشوس باسل ... مبيد العدا للمعتفين منيل
وأبلج وقاد الجبين كأنما ... على وجنتيه للنضار مسيل
تهيم بها العلياء كأنها ... بثينته في الحب وهو جميل
له عزمات لو أعير مضاءها ... حسام لما نالت ظباه فلول
سرى ذكره في الخافقتين فأصبحت ... إليه قلوب العاملين تميل
وأعدى قرضي جوده وثناؤه ... فأصبح في أقصى البلاد يجول
إليك أبا فخر الوزارة أرقلت ... برحلي هوجاء النجاء ذلول
فليت إلى لقياك ناصية الفلا ... بأيدي ركاب سيرهن ذميل
تسددني سهماً لكل ثنية ... ضوامر أشباه القسي نحول
وقد لفظتني الأرض حتى رمت إلى ... ذراك برحلي هوجل وهجول
فقيدت أفراسي به وركائبي ... ولذ مقام لي به وحلول
وقد كنت ذا نفس عزوف وهمة ... عليها لأحداث الزمان ذحول
وتهوى العلا حظي وتغري بضده ... لذاك اعترته رقة ونحول