تولت ليال للغواية جون ووافى صباح للرشاد مبين

ركاب شباب أزمعت عنك رحلة وجيش مشيب جهزته منون

ولا أكذب الرحمن فيما أجنه وكيف ولا يخفى عليه جنين

ومن لم يخل أن الرياء يشينه فمن مذهبي أن الرياء يشين

لقد ريع قلبي للشباب وفقده كما ريع بالعلق الفقيد ضنين

وآلمني وخط المشيب بلمتي فخطت بقلبي للشجون فنون

وليل شبابي كان أنضر منظراً وآنق مهما لاحظته عيون

فآهاً على عيش تكدر صفوه وأنس خلا منه صفا وحجون

ويا ويح فودي أو فؤادي كلما تزيد شيبي كيف بعد يكون

حرام على قلبي سكون بغرة (?) ... وكيف مع الشيب الممض سكون وقالوا شباب المرء شعبة جنة فما لي عراني للمشيب جنون

وقالوا شجاك الشيب حدثان ما أتى ولم يعلموا أن الحديث شجون

وقوله (?) :

أمولى الموالي ليس غيرك مولى ... وما أحد يا رب منك بذا (?) أولى تبارك وجه وجهت نحوه المنى فأوزعها شكراً وأوسعها طولا

وما هو إلا وجهك الدائم الذي أقل حلى عليائه يخرس القولا

تبرأت من حولي إليك وقوتي فكن قوتي في مطلبي وكن الحولا

وهب لي من الرضا ما لي سوى ذاك مبتغى ولو لقيت نفسي على نيله الهولا

وكان - رحمه الله تعالى - حافظاً للحديث، ومبرزاً في نقده تام المعرفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015