15 - وقال أبو الطاهر الجياني المشهور بابن أبي ركب - بفتح الراء وسكون الكاف (?) -:
يقول الناس في مثل تذكر غائباً تره
فما لي لا أرى وطني (?) ... ولا أنسى تذكره وكان أبو الطاهر هذا في جملة من الطلبة، فمر بهم رجل معه محبرة آبنوس تأنق في حليتها واحتفل في عملها، فأراهم إياها، وقال: أريد أن أقصد بها بعض الأكابر، وأريد أن تتموا احتفالي بأن تصنعوا لي بينكم أبيات شعر أقدمها معها، فأطرق الجماعة، وقال أبو طاهر:
وافتك من عدد العلا زنجية في حلة من حلية تتبختر
صفراء سوداء الحلي كأنها ليل تطرزه نجوم تزهر
فلم يغب الرجل عنهم إلا يسيراً، وإذا به قد عاد إليهم، وفي يده قلم نحاس مذهب، فقال لهم: وهذا مما أعددته للدفع مع هذه المحبرة، فتفضلوا بإكمال الصنيعة عندي بذكره، فبدر أبو الطاهر وقال:
حملت بأصفر من نجار حليها تخفيه أحياناً وحيناً يظهر
خرسان إلا حين يرضع ثديها فتراه ينطق ما يشاء ويذكر
قال ابن الأبار في تحفة القادم: وحضر يوماً في جماعة من أصحابه وفيهم أبو عبد الله ابن زرقون في عقب شعبان في مكان، فلما تملأوا من الطعام قال أبو الطاهر لابن زرقون: أجز يا أبا عبد الله، وأنشد:
حمدت لشعبان المبارك شبعة تسهل عندي الجوع في رمضان