قلت: رأيت بالمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام مصحفاً بخط ياقوت المستعصمي بهذه المثابة، وهو من الأوقاف الرستمية، ورأيت بالحجرة الشريفة على صاحبها الصلاة والسلام مصحفاً مكتوباً في آخره ما صورته: كتبته بقلم واحد فقط ما قط قط إلا مرة فقط، انتهى.

رجع:

691 - وقال ابن عبدون رحمه الله تعالى:

أذهبن من فرق الفراق نفوسا ونثرن من در الدموع تفيسا

فتبعتها نظر الشجي فحدقت رقباؤها نحوي عيوناً شوسا

وحللن عقد الصبر إذ ودعنني فحللن أفلاك الخدور شموسا

حلته إذ حلته حتى خلته عرشاً لها وحسبتها بلقيسا

فازور جانبها وكان جوابها: لو كنت تهوانا صحبت العيسا

وهي طويلة.

قلت: ما أظن لسان الدين نسج قصيدته من هذا البحر والروي إلا على منوال هذه، وإن كان الحافظ التنسي قال: إنه نسجها على قصيدة أبي تمام حسبما ذكرنا ذلك في محله، فليراجع.

692 - وقال أبو عبد الله ابن المناصف قاضي بلنسية ومرسية رحمه الله تعالى:

ألزمت نفسي خمولا عن رتبة الأعلام

لا يخسف البدر إلا ظهوره في تمام

وتذكرت به قول غيره:

ليس الخمول بعار على امرئ ذي جلال

فليلة القدر تخفى وتلك خير الليالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015