فابشر فنزع الدر من أصدافه يعليه للأسلاك والتيجان

ولئن غدا من ظل دونك مطلقاً إن القذى ملقىً عن الأجفان

والعين تحبس دائماً أجفانها وهداية الإنسان بالإنسان

والطرس يختم ما حواه نفاسة ويهان ما يبدو من العنوان

فاهنأ به لكن ملياً مكثه سجناً لغير مذاة وهوان

فلتعلون رغم الأعادي بعده بذرى الخليفة في ذرى كيوان

مولاي غيرك يعزى بما لم يزل يجري على الكرام، ويذكر تأنيساَ له في الوحشة بما يطرأ من الكسوف والخسوف على الشمس المنيرة والبدر التمام:

وأنت تعلم الناس التعزي ... وخوض الموت في الحرب السجال (?) وقد كان مولاي أنشدني لعلي بن الجهم قائلاً: إن أحداً لم يسل نفسه عما ناله من السجن بمثله (?) :

قالوا سجنت فقلت ليس بضائر سجني وأي مهند لا يغمد

الأبيات، ماذا تفيدك من العلم وصدرك ينبوعه، وبحاطرك لا يزال غروبه وطلوعه، وإنما هي عادة تبعناها أدباً، وقضينا بها في النفس من الإعلام بالتوجع والتفجيع أرباً، ولعل الله تعالى يتبع هذه التسلية بتهنئة، ويعقب بالنعمة هذه المرزئة. فقال: فأمر الملك بتسريحه إثر ذلك، فلما اجتمع وجهه بوجهه جعل يحمد الله جهراً ويغرد بهذه الأبيات، وكان سراحه بكرة:

طلعت علينا كالغزالة بالضحى وعزك طماح ووجهك مشرق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015