يحتاج من مزاحهم إلى صلة بأحسن منزع وأنبل مقصد، فأنشده أبو جعفر ارتجالاً:
يا سيداً قد ضمه مجلس حل به للمزح إخوان
لم نلق من فجأته خجلة ولا ثنانا عنه كتمان
كأنه من جمعنا واحد لم ينب منا عنه إنسان
ولم نكن ندريه لكن بدا في وجهه للظرف عنوان
وله وقد لقي أحد إخوانه وكان قد أطال الغيبة عنه، فدار بينهما ما أوجب أن قال:
إن لحت لم تلمح سواك الأعين أو غبت لم تذكر سواك الألسن
أنت الذي ما إن يمل حضوره ومغيبه السلوان عنه يؤمن
وله وهو من آياته:
إني لأحمد طيفها وألومها والفرق بينهما لدي كبير
هي إن بدت لي شيبة في جفوة والطيف في حين المشيب يزور
وإذا توالى صدها أو بينها وافى على أن المزار عسير
وله وقد سافر بعض الأرذال بماله، فنكب في سفره، وعاد فقيراً بأسوإ أحواله:
اغد (?) ولا يغن عنك القيل والقال ... فالجود مبتسم والفضل يختال قالوا فلان رماه الله في سفر رآه رأياً بما حالت به الحال
فآب منه سليباً مثل مولده عليه ذل وتفجيع وإقلال
فقلت لا خفف الرحمن عنه، فلم يكن لديه على القصاد إقبال
فقل له: دام في ذل ومسغبة ولا أعيدت له في المال آمال