وقال له السيد أبو سعيد ابن عبد المؤمن صاحب غرناطة: ما أنت إلا حسن الفراسة وافر العقل، فقال:

نسبتم لمن هذبتموه فراسةً وعقلاً ولولاكم للازمه الجهل

وما هو أهل للثناء وإنما علاكم لتقليد الأيادي له أهل

وما أنا إلا منكم وإليكم وما في من خير فأنتم له أصل

وقال:

ولما رأيت السعد في صفح وجهه منيراً دعاني ما رأيت إلى الشكر

وأقبل يبدي لي غرائب نطقه وما كنت أدري قبله منزع السحر

فأصغيت إصغاء الجديب إلى الحيا وكان ثنائي كالرياض على القطر

وله:

لا تكثرن عتابي إن طال عنك فراقي

فما يضر بعاد يطول والود باقي

وله:

ما خدمناكم لأن تشفعوا في نا بدار الجزاء يوم الحساب

ذاك يوم أنا وأنت سواء فيه، كل يخاف سوء العقاب

إنما الشأن الذب في هذه الدن يا بسلطانكم عن الأصحاب

وإذا ما خذلتموهم بشكوى وبخلتم عنهم برد الجواب

فاعذروهم أن يطلبوا من سواكم نصرة وارفعوا حجال العتاب

وإذا أرض مجدب لفظته فله العذر في اتباع السحاب

وله وقد تقدم أمامه في ليلة مظلمة أحد أصحابه، فطفئ السراج في يده، فقال لوقته:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015