فلا تحسن الظن الذي أنت أهله فما هو في كل المواطن بالرشد
فما خلت هذا الأفق أبدى نجومه لأمر سوى كيما تكون لنا رصد
وقال ابن سعيد في الطالع السعيد: كتبت حفصة الركونية إلى بعض أصحابها:
أزورك أم تزور فإن قلبي إلى ما تشتهي أبداً يميل
فثغري مورد عذب زلال وفرع ذؤابتي ظل ظليل
وقد أملت أن تظمى وتضحى إذا وافى إليك بي المقيل
فعجل بالجواب فما جميل إباؤك عن بثينة يا جميل
666 - سلمى بنت القراطيسي
قال التجاني: تشبه أبيات حفصة هذه أبيات أنشدها ابن أبي الحصين في تاريخه لسلمى بنت القراطيسي من أهل بغداد، وكانت مشهورة بالجمال، وهي:
عيون مها الصريم فداء عيني وأجياد الظباء فداء جيدي
أزين بالعقود وإن نحري لأزين للعقود من العقود
ولا أشكو من الأوصاب ثقلاً وتشكو قامتي ثقل النهود
وبلغت هذه الأبيات المقتفي أمير المؤمنين فقال: اسألوا هل تصدق صفتها قولها فقالوا: ما يكون أجمل منها، فقال: اسألوا عن عفافها، فقالوا: هي أعف الناس، فأرسل إليها مالاً جزيلاً، وقال: تستعين به على صيانة جمالها، ورونق بهجتها، انتهى.
رجع إلى حفصة:
وقال أبو جعفر ابن سعيد: أقسم ما رأيت ولا سمعت بمثل ححفصة، ومن