عليك أحالني الذكر الجميل فصح العزم واقتضي الرحيل
وودعت الحبيب بغير صبر ولم أسمع لما قال العذول
وأسلبت الظلام علي ستراً ونجم الأفق ناظره كليل
ولم أشك الهجير وقد دعاني إلى أرجائك الظل الظليل
وهي طويلة، فأكرمه وقربه، رحم الله تعالى الجميع.
590 - وأهديت للمعتمد بن عباد شمعة، فقال في وصفها أبو القاسم ابن مرزقان الإشبيلي وهو ممن قتل في فتنة المعتمد (?) :
مدينة في شمعة صورت قامت حماة فوق أسوارها
وما رأينا قبلها روضة تتقد النار بنوارها
تصير الليل نهاراً إذا ما أقبلت ترفل في نارها
كأنها بعض الأيادي التي تحت الدجى تسري بأنوارها
من ملك معتمد ماجد بلاده أوطان زوارها
591 - وقال أبو الأصبغ ابن رشيد الإشبيلي لما هطلت بإشبيلية سحابة بقطر أحمر يوم السبت الثالث عشر من صفر عام أربعة وستين وخمسمائة:
لقد آن للناس أن يقلعوا ويمشوا على السنين الأقوام
متى عهد الغيث يا غافلاً كلون العقيق أو العندم
أظن الغمائم في جوهرها بكت رحمة للورى بالدم
وفيها أيضاً:
لا تكن دائم الكآبة مما قد غدا في الثرى نميراً نجيعا