وتوسطت في النهروان بنسبة ... كرمت ففازت بالمحل الأكرم قال ابن الأبار في " تحفة القادم " (?) : هو صدر في نبهائها وأدبائها، يعني إشبيلية، وممن له قدر في منجبيها ونجبائها، وإلى سلفه ينسب المعقل المعروف بحجر أبي خالد (?) ، وتوفي بها سنة 612، وأورد له قوله:
ويا للجواري المنشآت وحسنها ... طوائر بين الماء والجو عوما
إذا نشرت في الجو أجنحة لها ... رأيت بها روضاً ونوراً مكمما
وإن لم تهجه الريح جاء مصافحاً ... فمدت له كفاً خضيباً ومعصما
مجاذف كالحيات مدت رؤوسها ... على وجل في الماء كي تروي الظما
كما أسرعت عداً أنامل حاسب ... بقبض وبسط يسبق العين والفما
هي الهدب في أجفان أكحل أوطف ... فهل صنعت من عندم أو بكت دما قال ابن الأبار: أجاد ما أراد في هذا الوصف، وإن نظر إلى قول أبي عبد الله ابن الحداد بصف أسطول المعتصم ابن صمادح:
هام صرف الردى بهام الأعادي ... أن سمت نحوهم لها أجياد
وتراءت بشرعها كعيون ... دأبها مثل خائفيها سهاد
ذات هدب من المجاذيف حاك ... هدب باك لدمعه إسعاد
حمم فوقها من البيض نار ... كل من أرسلت عليه رماد
ومن الخط في يدي كل در ... ألف خطها على البحر صاد قال: وما أحسن قول شيخنا أبي الحسن ابن حريق في هذا المعنى من قصيدة أنشدنيها: