ومن يجعل الضرغام في الصيد بازه ... تصيّده الضرغام فيما تصيدا فما أدرى من جاوب بذلك، ثم عدت له ووجدته قد محي، وأعلمت بذلك ابن عباد، فقال: صدق المجاوب، وأنا الجاني على نفسه، والحافر بيده لرمسه، ولما أردت وداعه أمر لي بإحسان على قدر ما استطاع، فارتجلت:
آليت لا أقبل إحسانكم ... والدّهر فيما قد عراكم مسي
ففي الذي أسلفتم غنيةٌ ... وإن يكن عندكم قد نسي قال: وفيه أقول من قصيدة:
يا طالب الإنصاف من دهره ... طلبت أمراً غير معتاد
فلو يكون العدل في طبعه ... لما عدا ملك ابن عبّاد وللحجاري المذكور كتاب في البديع سماه " الحديقة " وأنشد لنفسه فيه (?) :
وشادنٍ ينصف من نفسه ... أمنّني من سطوة الدهر
ينام للشرب على جنبه ... ويصرف الذنب إلى الخمر وله في فرس:
ومستبقٍ يّحار الطّرف فيه ... ويسلم في الكفاح من الجماح
كأنّ أديمه ليلٌ بهيمٌ ... تحجّل باليسير من الصباح
إذا احتدم التسابق صار جرماً ... تقلّب بين أجنحة الرياح 418 - وكتب أبو العلاء إدريس بن أزرق إلى ابن رشيق ملك مرسية، وقد طالت إقامته عند ابن عبد العزيز (?) :