أنا من تعلمون شيّدت مجدي ... في مكاني ما بين قومي وليدا وكان يتهم بداء أبي جهل فيما ينقل، حتى كتب بعض الأدباء على برجه بالمرية:
خلوت بالبرج فما الذي ... تصنع فيه ياسخيف الزّمان فلما نظر إليه أمر أن يكتب:
أصنع فيه كلّ ما أشتهي ... وحاسدي خارجه في هوان 389 - وكان الأعمى التطيلي (?) شاعراً مشهوراً، وكان الصبيان يقولون له " تحتاج كحلاً يا أستاذ " فكان ذلك سبب انتقاله من مرسية، وقيل له: يا أبا بكر، كم تقع في الناس فقال: أنا أعمى، وهم لا يبرحون حفراً فما عذري في وقوعي فيهم فقال له السائل: والله لا كنت قط حفرة لك، وجعل يواليه بره ورفده.
ومن شعره:
وجوهٌ تعزّ على معشرٍ ... ولكن تهون على الشاعر
قرونهم مثل ليل المحبّ ... وليل المحبّ بلا آخر وله:
زنجيّكم بالفسوق داري ... يدلي من الحرص كالحمار
يخلو بنجل الوزير سرّاً ... فيولج الليل في النّهار