وأنشد أبو حيان للمذكور:
أرى الدهر ساد به الأرذلو ن كالسّيل يطفو عليه الغثا
ومات الكرام وفات المديح فلم يبق للقول إلا الرثا
وأنشد له أيضاً:
لولا ثلاثٌ هنّ والله من أكبر آمالي في الدنيا
حجٌّ لبيت الله أرجو به أن يقبل النيّة والسعيا
والعلم تحصيلاً ونشراً إذا رويت أوسعت الورى ريّا
وأهل ودٍّ أسأل الله أن يمتع بالبقيا إلى اللقيا
ما كنت أخشى الموت أنّى أتى بل لم أكن ألتذّ بالمحيا
وقال أبو حيان في هذه المادة:
أما إنّه لولا ثلاثٌ أحبّها تمنيت أنّي لا أعدّ من الأحيا
فمنها رجائي أن أفوز بتوبةٍ تكفّر لي ذنباً وتنجح لي سعيا
ومنهم صوني النفس عن كلّ جاهل لئيمٍ فلا أمشي إلى بابه مشيا
ومنهن أخذي بالحديث إذا الورى نسوا سنّة المختار واتبعوا الرأيا
أتترك نصّاً للرسول وتقتدي ... بشخص لقد بدّلت بالرشد الغيّا (?) 292 - ومنهم الأستاذ أبو القاسم ابن الإمام القاضي أبي الوليد الباجي، سكن سرقسطة وغيرها، وروى عن أبيه معظم علمه، وخلفه بعد وفاته في حلقته وغلب عليه علم الأصول والنظر، وله تآليف تدل على حذقه: منها العقيدة في المذاهب السديدة ورسالة الاستعداد للخلاص من المعاد،