في فصل الحج منه أنّه رحل إلى المهدية سنة 514، واستوطن مصر مدة، ثم رحل إلى مكّة، وبها توفّي رحمه الله تعالى؛ وروى عنه أبو المظفر الشيباني وأبو محمد العثماني وأبو الحجاج يوسف بن محمد القيرواني وأبو عمرو عثمان ابن فرج العبدري وأبو محمد ابن صدقة المنكبي وأبو عبد الله ابن يعيش البلنسي وغيرهم، وكان سماع أبي الحجّاج منه موطأ مالك سنة 516، رحم الله تعالى الجميع.
284 - ومنهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن مرزوق، اليحصبي، الأندلسي (?) ، رحل حاجّاً فسمع منه بالإسكندرية أبو الطاهر السّلفي كتاب طبقات الأمم لأبي القاسم صاعد بن أحمد الطليطلي، وحدّث به عنه عن ابن برّال عن صاعد.
285 - ومنهم أبو محمد عبد الله بن محمد، الصريحي، المرسي، ويعرف بابن مطحنة (?) ، روى عن أبي بكر ابن الفرضي النحوي، وتأدب به، ورحل إلى المشرق، ولقي أبا محمد العثماني وغيره، وحج، وقعد لتعليم الاداب، وممن أخذ عنه أبو عبد الله محمد بن عبد السلام وأبو عبد الله المكناسي وغيرهما، وأنشد رحمه الله تعالى قال: أنشدني أبو محمد عبد الله بن البيّاسي (?) بالإسكندريّة لنفسه:
يمدّ الدهر من أجلي وعمري كما أنّي أمدّ من المداد
لنا خطّان مختلفان جدّاً كما اختلف الموالي والمعادي
فأكتب بالسواد على بياضٍ ويكتب بالبياض على السواد