259 - ومنهم أبو الأصبع عبد العزيز بن علي، المعروف بابن الطحان، الإشبيلي المقرئ (?) ، ولد بإشبيلية سنة 498، ورحل فدخل مصر والشام وحلبا، توفّي بحلب بعد سنة 559، وله كتاب نظام الأداء في الوقف والابتداء، ومقدمة في مخارج الحروف، ومقدمة في أصول القراءات، وكتاب الدعاء، وكان من القراء المجوّدين الموصوفين بالإتقان ومعرفة وجوه القراءات، وسمع الحديث على شريح بن محمد بن أحمد بن شريح الرعيني خطيب إشبيلية وأبي بكر يحيى بن سعادة القرطبي.
وله شعر حسن منه قوله:
دع الدّنيا لعاشقها سيصبح من رشائقها
وعاد النفس مصطبراً ونكّب عن خلائقها
هلاك المرء أن يضحي مجدّاً في علائقها
وذو التقوى يذلّلها فيسلم من بوائقها
وأخذ القراءات ببلده عن أبي العباس ابن عيشون وشريح بن محمد، وروى عنهما وعن أبي عبد الله ابن عبد الرزّاق الكلبي، وروى مصنّف النسائي عن أبي مروان ابن مسرّة، وتصدّى للإقراء، ثم انتقل إلى فاس، وحج ودخل العراق، وقرأ بواسط القراءات وأقرأها أيضاً، ودخل الشام واشتهر ذكره، وجلّ قدره، وروى عنه أبو محمد عبد الحق الإشبيلي الحافظ، وعلي بن يونس، قال بعضهم: سمعت غير واحد يقول: ليس بالغرب أعلم بالقراءات من ابن الطحان، قرأ عليه الأثير أبو الحسن محمد بن أبي العلاء وأبو طالب ابن عبد السميع وغيرهما، رحم الله تعالى الجميع.