ابن وكيل، التّجيبي، الزاهد ويعرف بابن الإقليشي (?) ، صاحب كتاب النجم من كلام سيد العرب والعجم، صلّى الله عليه وسلّم، عارض به شهاب القضاعي، وأصل أبيه من اقليش، وضبطها بعضهم بضم الهمزة، وسكن دانية وبها ولد ونشأ، سمع أباه أبا بكر وأبا العباس ابن عيسى، وتلمذ له، ورحل إلى بلنسية فأخذ العربية والآداب، عن أبي محمد البطليوسي، وسمع الحديث من صهره أبي الحسن طارق بن يعيش والحافظ أبي بكر ابن العربي وأبوي الوليد: ابن خيرة وابن الدباغ، ولقي بالمريّة أبا القاسم ابن ورد وأبا محمد عبد الحق بن عطية ووليّ الله سيدي أبا العباس ابن العريف، ورحل إلى المشرق سنة اثنتين وأربعين خمسمائة، وجاور بمكة سنين، وسمع بها من أبي الفتح الكروخي جامع الترمذي برباط أم خليفة العباسي سنة سبع وأربعين وخمسمائة، ثم كر راجعاً إلى المغرب فقبض في طريقه، وحدّث بالأندلس والمشرق، وكان عالماً، عاملاً، متصوفاً، شاعراً مجوّداً، مع التقدم في الصلاح والزهد والعزوف عن الدنيا وأهلها، والإقبال على العلم والعبادة، وله تصانيف: منها كتاب الغرر من كلام سيد البشر وكتاب ضياء الأولياء وهو أسفار عدة، وحمل الناس عنه معشّراته في الزهد، وكتبها الناس، وكان يضع يده على وجهه إذا قرأ القارئ فيبكي حتى يعجب الناس من بكائه، وكان الناس يدخلون عليه بيته والكتب عن يمينه وشماله، وقد وصف غير واحد إمامته وعلمه وورعه وزهده، وروى عنه أبو الحسين ابن كوثر وابن بيبش وغيرهما.

ومن شعره قوله (?) :

أسير الخطايا عند بابك واقف له عن طريق الحقّ قلب مخالف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015