نعم، قلت: ادع الله تعالى أن يجمعني وإيّاك في الجنّة، فقل: إن أمام الجنّة أهوالاً، ثم رفع يديه وقال: اللهم اجعله معي في الجنّة بعد عمر طويل، انتهى.
214 - ومنهم القاضي أبو البقاء خالد، البلوي، الأندلسي، رحمه الله تعالى (?) ، وهو خالد بن عيسى بن أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد، البلوي، ووصفه الشاطبي بأنّه الشيخ الفقيه القاضي الأعدل، انتهى.
وهو صاحب الرحلة المسماة: " تاج المفرق في تحلية أهل المشرق " (?) ، وممّا أنشده رحمه الله تعالى فيها لنفسه:
ولقد جرى يوم النّوى دمعي دماً حتى أشاع النّاس أنّك فاني
والله إن عاد الزّمان بقربنا لكففت عن ذكر النّوى وكفاني
وهذه الرحلة المسماة بتاج المفرق مشحونة بالفوائد والفرائد، وفيه من العلوم والآداب ما لا يتجاوزه الرائد، وقد قال رحمه الله تعالى فيها في ترجمة الولي نجم الدين الحجازي، رضي الله تعالى عنه، ما نصّه (?) : وذكر لي رضي الله تعالى عنه قال: ممّا وصّى به الجد الأكبر أبو الحجاج يوسف المذكور - يعني سيدي أبا الحجّاج يوسف بن عبد الرحيم الأقصري القطب الغوث رضي الله تعالى عنه، وأعاد علينا من بركاته - خواصّه وأصدقاءه، قال: إذا أدركتكم الضرورة والفاقة فقولوا: حسبي الله، ربي الله يعلم أنّني في ضيق، قال: وذكر لي أيضاً رضي الله تعالى عنه قال: رأى هذا الجد يوسف المذكور النبيّ صلى الله