وشاهدت في الأسفار كلّ عجيبةٍ ... فلم أر من قد نال جدّاً بجدّه

فكن ذا اقتصادٍ في أمورك كلّها ... فأحسن أحوال الفتى حسن قصده

وما يحرم الإنسان رزقاً لعجزه ... كما لا ينال الرزق يوماً بكدّه

حظوظ الفتى من شقوةٍ وسعادةٍ ... جرت بقضاءٍ لا سبيل لردّه وقال:

الناس مثل ظروفٍ حشوها صبرٌ ... وفوق أفواها شيءٌ من العسل

تغرّ ذائقها حتى إذا كشفت ... له تبيّن ما تحويه من دخل وقال:

تغيّر إخوان هذا الزمان ... وكلّ صديقٍ عراه الخلل

وكانوا قديماً على صحّةٍ ... فقد داخلتهم حروف العلل

قضيت التعجب من أمرهم ... فصرت أطالع باب البدل وقد تقدم بيتان من هذه الثلاثة على وجهٍ آخر أوّل ترجمة المذكور (?) ، ورأيت بخط ابن سعيد البيتين على وجه آخر، وهو قوله:

ثكلت أخلاّء هذا الزّمان ... فعندي ممّا جنوه خلل

قضيت التعجّب من شأنهم ... فصرت أطالع باب البدل ولابن جبير رحمه الله تعالى (?) :

من الله فسأل كلّ أمر تريده ... فما يملك الإنسان نفعاً ولا ضرّا

ولا تتواضع للولاة فإنّهم ... من الكبر في حالٍ تموج بهم سكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015