حسن بن علي بن عمر الفكون القسمطيني أحد أشياخ العبدري (?) صاحب الرحلة قصيدة مشهورة عند العلماء بالمغرب، وهي من درّ النظام، وحرّ الكلام، وقد ضمّنها ذكر البلاد التي رآها في ارتحاله من قسمطينة إلى مراكش، وأوّلها:
ألا قل للسّريّ ابن السّري ... أبي البدر الجواد الأريحيّ (?) ومنها:
وكنت أظنّ أنّ الناس طرّاً ... سوى زيدٍ وعمروٍ غير شيّ
فلمّا جئت ميلة (?) خير دار ... أمالتني بكلّ رشا أبيّ
وكم أورت ظباء بني ورارٍ ... أوار الشّوق بالريق الشّهيّ
وجئت بجايةً فجلت بدوراً ... يضيق بوصفها حرف الرويّ
وفي أرض الجزائر هام قلبي ... بمعسول المراشف كوثريّ
وفي مليانةٍ قد ذبت شوقاً ... بلين العطف والقلب القسيّ
وفي تنسٍ نسيت جميل صبري ... وهمت بكلّ ذي وجه وضيّ
وفي مازونةٍ ما زلت صبّاً ... بوسنان المحاجر لوذعيّ
وفي وهران قد أمسيت رهناً ... بظامي الخصر ذي ردفٍ رويّ
وأبدت لي تلمسانٌ بدوراً ... جلبن الشّوق للقلب الخليّ