تترى عليه دائماً منعطفا ... وآله المستكملين الشّرفا ومن ذلك ما كتبه لي بعض الأصحاب ممّن كان يقرأ علي بالمغرب (?) ، وصورته: سيدنا وسيد أهل الإسلام، حامل راية علوم الأمّة الأحمدية، على صاحبها الصلاة والسلام، آية الله في المعاني والمعالي، وحسنة الأيام والليالي، وواسطة عقود الجوهر واللآلي، إمام مذهب مالك والأشعري والبخاري، والواقدي والخليل، العلاّمة القدوة السيد الكبير الشهير الجليل، ذو الأخلاق العذبة المذاق، والشمائل المفصحة عن طيب الأصول والأعراق، كبير زمانه دون منازع، وعالم أوانه من غير منكر ولا مدافع، شيخا ومعلمنا ومفيدنا وحبيب قلوبنا مولانا شيخ الشيوخ أبو العباس أحمد بن محمد المقّريّ المغربي التلمساني نزيل فاس ثم الديار المصرية، حفظه الله تعالى في مواطن استقراره، ورفع درجته بإشادة فخاره على مناره، عن شوق يودّ له الكاتب أن لو كان في طي كتابه، وتوقٍ إلى مشاهدتكم هو الغية في بابه، بعد إهداء السلام المحفوف بأنواع التحيّات والكرامات والبركات، الدائم ما دامت في الوجود السكنات والحركات، لمقامكم الأكبر، ومحفلكم الأشهر، ومن تعلّق بأذيالكم أو كان مستمطراً لنوالكم، أو صبّت عليه شآبيب أفضالكم، من أهل ومحب وصاحب وخديم، هذا وإنّه ينهي إلى الوداد القديم، وأن أهل المغرب الأدنى والأقصى حاضرة وبادية، كلّهم يتفكّهون بل يتقوتون بذكركم، ويشتاقون لرؤية وجهكم، ويتلذذون بطيب أخباركم، وإن كان المغرب الآن في تفاقم أحوال، وتراكم أهوال، في الغاية مدائن وبوادي، لا سيما مدينة فاس فإنّها في شر عظيم، وأميره مولاي عبد الملك مات في السنة السابعة والثلاثين بل في ذي الحجّة