الهواء، وحسن المباني، ونهرها الأعظم الذي يصعد المدّ فيه اثنين وسبعين ميلاً ثم يحسر، وفيه يقول ابن سفرٍ (?) :

شقّ النسيم عليه جيب قميصه ... فانساب من شطيّه يطلب ثاره

فتضاحكت ورق الحمام بدوحها ... هزءاً فضمّ من الحياء إزاره وقيل لأحد من رأى مصر والشام: أيهما رأيت أحسن؟ أهذان أم إشبيلية؟ فقال بعد تفضيل إشبيلية: شرفها غابةٌ بلا أسد، ونهرها نيلٌ بلا تمساح، انتهى.

ويقال: إن الذي بنى إشبيلية اسمه يوليش (?) ، وإنّه أول من سمّي قيصر، وإنّه لما دخل الأندلس أعجب بساحاتها وطيب أرضها وجبلها المعروف بالشّرف (?) فردم على النهر الأعظم مكاناً، وأقام فيه المدينة، وأحدق عليها بأسوارٍ من صخرٍ صلدٍ، وبنى في وسط المدينة قصبتين بديعتي الشأن تعرفان بالأخوين، وجعلها أمّ قواعد الأندلس، واشتق لها اسماً من رومية، ومن اسمه، فسمّاها رومية يوليش، انتهى.

وقد تقدّم شيءٌ من هذا.

وكان الأوّلون من ملوك الأعاجم يتداولون بسكناهم أربعة (?) من بلاد الأندلس: إشبيلية، وقرطبة، وقرمونة (?) ، وطليطلة، ويقسمون أزمانهم على الكينونة بها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015