قال ابن النجار: ما رأيت في فنه مثله، وكان شافعي المذهب، وله كتاب تفسير القرآن سماه ري الظمآن كبير جدّاً، وكتاب " الضوابط الكلية " في النحو، وتعليق على الموطأ، وكان مكثراً شيوخاً وسماعاً، وحدث بالكثير بمصر والشام والعراق والحجاز، وكانت له كتب في البلاد التي ينتقل إليها بحيث إنه لا يستصحب كتباً في سفره اكتفاء بما له من الكتب في البلد الذي يسافر إليه (?) ، وكان كريماً، قال أبو حيان: أخبرني الشرف الجزائري بتونس أنه كان على رحلة، وكان ضعيفاً، فقال له: خذ ما تحت هذه السجادة أو البساط، فرفعت ذلك، فوجدت تحته نحواً من أربعين ديناراً ذهباً، فأخذتها. وقال الجمال اليغموري: أنشدني لنفسه بالقاهرة (?) :

قالوا فلان قد أزال بهاءه ... ذاك العذار وكان بدر تمام

فأجبتهم بل زاد نور بهائه ... ولذا تضاعف فيه فرط غرامي

استقصرت ألحاظه فتكاتها ... فأتى العذار يمدّها بسهام ومن شعره قوله (?) :

من كان يرغب في النجاة فما له ... غير اتّباع المصطفى فيما أتى

ذاك السّبيل المستقيم، وغيره ... سبل الغواية والضلالة والرّدى

فاتبع كتاب الله والسنن التي ... صحت، فذاك إذا اتبعت هو الهدى

ودع السؤال بكم وكيف فإنه ... بابٌ يجر ذوي البصيرة للعمى

الدين ما قال النبي وصحبه ... والتابعون ومن مناهجهم قفا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015