ومن شعره قوله:
تكتب العلم وتلقي في سفط ... ثم لا تحفظ لا تفلح قطّ
إنّما يفلح من يحفظه ... بعد فهمٍ وتوقٍّ من غلط وقوله:
العلم في القلب ليس العلم في الكتب ... فلا تكن مغرماً باللهو واللعب
فاحفظه وافهمه واعمل كي تفوز به ... فالعلم لا يجتنى إلاّ مع التّعب توفي بدمشق في صفر سنة 565.
148 - ومنهم أبو عبد الله محمد بن عبد السلام، القرطبي (?) ، من ذرية أبي ثعلبة الخشني صاحب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، رحل قبل الأربعين ومائتين، فحج، وسمع بالبصرة من محمد بن بشار وأبي موسى الزّمن ونصر ابن علي الجهضمي، ولقي أبا حاتم السجستاني والعباس بن العرج الرياشي، وسمع ببغداد من أبي عبيد القاسم بن سلام (?) ، وبمكة من محمد بن يحيى العدني، وبمصر من سلمة بن شبيب صاحب عبد الرزّاق والبرقي وغيرهما، وأدخل الأندلس علماً كثيراً من الحديث واللغة والشعر، وكان فصيحاً جزل المنطق، صارماً، أنوفاً، منقبضاً عن السلطان، أراده على القضاء فأبى، وقال: إباية إشفاق لا إباية عصيان (?) ، فأعفاه، وكان ثقة مأموناً، وتوفي في رمضان سنة 286 عن ثمان وستين سنة، رحمه الله تعالى.